تواجه المراهقات صناعة أدوات التجميل والزينة، ويقدن حملة قومية لتثقيف البنات حول الفثالات والمواد السمية الأخرى في طلاء الأظافر والشامبو وصبغات الشعر ومنظفات البشرة.
مقاطعة مارين، كاليفورنيا (وُمينز إي نيوز)-- تتصدى المراهقات في ولايتي كاليفورنيا ومونتانا لصناعة مستحضرات الزينة التي يبلغ حجمها 35 بليون دولار سنويا.
وتتسم حملتهن القومية للترويج لأدوات الزينة الآمنة بالمثالية والحماس من أجل توعية البنات— والأولاد أيضا-- حول الفثالات التي يحذر المدافعون عن الحق في الصحة من أنها مسببة للسرطان، وحول المواد السمية الأخرى في طلاء الأظافر والشامبو وصبغات الشعر ومنظفات البشرة.
وتريد المدافعات عن الحق في الصحة في مقاطعة مارين في كاليفورنيا ومقاطعة ميسولا في مونتانا من أترابهن أن يقرأن العلامات اللاصقة على منتجات الزينة وأن يستخدمن قدرا أقل من مستحضرات التجميل وأن يتفحصن أنابيب المكياج البراقة في حقائبهن. وتتحدث المدافعات عن الحق في الصحة عن حفلات تجميل ويمطرن مدارسهن والمحلات في مناطق إقامتهن بأزرار دعائية لتشجيع المستهلكين على نبذ المنتجات التي تدور حولها الشبهات. كما أنهن يسعين لتعلم ما هي المكونات التي يمكن لها أن تتسبب في السرطان والتشوهات الخلقية وتلحق الأذى بالعملية الإنجابية.
تقول تايلور لورينز البالغة من العمر 15 عاما والمقيمة في مقاطعة مارين: " لقد جعلتني هذه الحملة أكثر إدراكا للمواد التي أضعها على جسدي." وتضيف هذه البنت التي تقول إنها بدأت تستخدم المسكرة وأساس ظلال العيون حينما كانت في الـ12 من عمرها: " لم أفكر قط في المواد الداخلة في صنع المكياج. لكنني مهتمة الآن بالبحث عن بديل أفضل."
وتصرّ صناعة أدوات الزينة على أن منتجاتها آمنة.
يقول جيرالد مكوين نائب رئيس الشؤون العلمية في جمعية أدوات التجميل والعطور والزينة والتي تمثل حوالي 600 من شركات تصنيع مستحضرات الزينة: " لسوء الحظ، فإنهن قد حصلن على معلومات خاطئة مضللة حول منتجات آمنة تماما. وأخشى أن يكون هذا مجال يتم فيه تعريض المراهقات لمعلومات مضللة وللتخمين وأساليب التخويف ما يجعلهن يتصرفن بطريقة غير مناسبة فيما يتعلق بصحتهن وجيوبهن."
والحملة مثيرة للمشاعر خصوصا في مقاطعة مارين حيث وصلت معدلات الإصابة بسرطان الثدي خلال السنوات القليلة الماضية إلى معدل يفوق المتوسط في ولاية كاليفورنيا بحوالي 15 في المائة، وفقا لمركز شمال كاليفورنيا للسرطان.
وقد وجدت دراسة أُعدت قبل خمسة أعوام في جامعة بويرتو ريكو في سان جوان صلة بين الفثالات والنضج المبكر لدى الفتيات. كما وجد باحثون في جامعة هارفارد عامي 2002 و2003 أن المواد الكيماوية قد تؤدي إلى نقص الحيوانات المنوية عند الرجال. ويقول باحثون من عدة مجموعات بيئية إن الفثالات تعيق وظائف الهرمونات، وقد تسهم في زيادة المعدلات المتزايدة للإصابات الرحمية لدى النساء وسرطان الخصية لدى الرجال والعقم لدى الرجال والنساء.
تقول أودرا سيلمان البالغة من العمر 16 عاما والتي بدأت استخدام المسكرة ومجمّل الرموش قبل أربع سنوات: " لو كنت أعرف أنه من المحتمل أن تتسبب مستحضرات الزينة في السرطان لقمت بمزيد من الأبحاث بدلا من مجرد الاكتفاء بشراء أرخصها ثمنا أو ما تستخدمه النساء الأخريات."
وقد انطلقت الحملة من أجل مستحضرات تجميل آمنة في ميسولا من حملة أخرى يقودها الائتلاف من أجل منتجات زينة آمنة، وهو ائتلاف لأكثر من 12 جماعة صحية وبيئية تعمل للضغط على صناعة مستحضرات التجميل لوقف استخدام المواد الكيماوية السمية المحتملة.
وتوظف المنظمتان الأبحاث التي ضمها تقرير مجموعة العمل البيئي لعام 2004، والذي خلص إلى أن حوالي ثلث مستحضرات الزينة تحتوي على مواد مصنّفة على أنها قد تتسبب في السرطان.
ويشير التقرير أيضا إلى 11 في المائة فقط من المكونات التي يفوق عددها 10,500 مكون المستخدمة في منتجات الزينة قد خضعت للتقييم من حيث السلامة. وقد حظر الاتحاد الأوروبي الفثالات المستخدمة في مستحضرات الزينة التي يمكن أن تسبب في الإصابة بالسرطان والمعروفة باسم دي بيه بي ودي إي أتش بيه والمستخدمة في صنع بعض العطور وبخاخ الشعر وطلاء الأظافر. غير أن الكثير من المطلعين على هذه الصناعة يقولون إن هذه المواد آمنة.
وقد قامت العديد من كبريات الشركات المصنعة لمستحضرات الزينة بما فيها " لأوريل" و"ريفلون" و"إيفون" بإزالة المواد الكيماوية السمية من مستحضراتها. تقول فكتور بوديه المتحدثة الرسمية باسم شركة إيفون إن الشركة اتخذت قراراها " لطمأنة العامة، وليس انطلاقا من مخاوف حول خطورة هذه المواد"، زاعمة بأن الفثالات غير خطرة.
هذا ولا تستخدم شركات " بودي شوب إنترناشيونال" و"إربان ديكاي كوزميت******" و " أفيدا كوربوريشن" الفثالات في منتجاتها.
منتجات أكثر أمانا
تقول المراهقات إنهن يرغبن في أن يتم تصنيع كل مستحضرات الزينة على نحو يجعلها أكثر أمانا.
وتقول جوليا فيتارو البالغة من العمر 17 عاما والطالبة في مقاطعة مارين: " لا أظن أن الحملة ستوقف الناس عن شراء مستحضرات الزينة كلية، لكنها ستزيد من وعيهم."
غير أن الوصول إلى المراهقات-- اللواتي غالبا ما يتأثرن بسهولة بضغوط الأتراب-- قد يكون عملية شاقة.
تقول سيلمان: " إنك ترين عارضات أزياء وقد تم تصفيف شعورهن، وتفكرين بأن استخد********* للمنتج سيجعلك تظهرين بمظهر مشابه لهن... لكن المنتج قد يتسبب في الحقيقة في الإصابة بالسرطان." وتقول سيلمان إنها تنفق حوالي 400 دولار سنويا على مستحضرات الزينة. ويعرب آخرون عن ثقتهم في أن الحملة ستحقق النجاح.
تقول جودي شيلز مديرة مشروع مكافحة السرطان في مقاطعة مارين، وهو عضو في الائتلاف من أجل منتجات زينة آمنة إن " المراهقات يردن القيام بالشيء الصحيح. لكنهن لا يعلمن أنهن يقمن بع****** ذلك. ستستمر المراهقات في استخدام الكيماويات لعقود قادمة. ليست لدينا أدنى فكرة عما هي المواد الكيماوية التي تضعها المراهقات في أجسادهن. ومن ذا الذي يعرف ما سيضعنه في أجسادهن بعد 30 أو 40 سنة."
إدارة الأغذية والعقاقير لا تخضع مستحضرات التجميل للاختبار
لا تقوم إدارة الأغذية والعقاقير بتقييم مستحضرات التجميل أو بالموافقة على المنتجات أو المكونات المستخدمة فيها. كما أنها لا تُلزم الشركات بإجراء فحوص السلامة على مستحضرات التجميل. بيد أن الإدارة تنظر في الشكاوى المقدّمة من المستهلكين.
وقد اختبرت لجنة تقييم مكونات مستحضرات التجميل، وهي لجنة تخضع للوائحها الخاصة ويتم تمويلها من قبل جمعية أدوات التجميل والعطور والزينة، مئات المكونات الداخلة في منتجات التجميل وأعلنت النتائج-- سواء أكانت المكونات آمنة أو غير آمنة أو لا تتوفر عنها معطيات كافية-- على موقعها على شبكة الإنترنت.
وهذه الاختبارات تطوعية-- ويتم التحكم فيها من قبل صناعة مستحضرات التجميل، حسب مجموعة العمل البيئي التي قامت بتحليل أكثر من 7,500 مكون في منتجات الزينة والمنتجات الشخصية ووجدت أن الكثير منها ضارة. كما أجرت مجموعة العمل البيئي استطلاعا شمل 2,300 شخص، ووجدت أن الراشد العادي يستخدم 9 منتجات شخصية تحتوي على 126 مكوّن كيماوي يوميا. كما وجد الاستطلاع أن أكثر من 25 في المائة من النساء يستخدمن حوالي 15 منتجا يوميا.
ويصر مندوبو صناعة مستحضرات الزينة من جانبهم على أن منتجاتهم آمنة. ويزعم مكوين من جمعية أدوات التجميل والعطور والزينة أن ما توصلت إليه مجموعة العمل البيئي بأن 11 في المائة فقط من المكونات الـ10,500 تم تقييمها لأغراض السلامة استنتاج خاطئ-- لأن بعض المكونات التي يتم إدراجها بطرق مختلفة-- قد تم عدّها مرتين.
يقول مكوين: " هناك في الواقع أقل من 4,000 مادة كيماوية." وأضاف أن لجنة تقييم مكونات مستحضرات التجميل قد قامت بتقييم 1,200 مكون من أكثر المكونات استخداما في صناعة التجميل. ويقول مكوين: " بوسع أي إنسان أن يزور موقع اللجنة على شبكة الإنترنت وأن يرى ما هو آمن، وما هو النسق المستخدم وما هي الاستنتاجات التي تم التوصل إليها."
وقد وصف دوغ شون نائب رئيس الشؤون العلمية والتكنولوجية في شركة " نيل كرييتف ديساين" حملة المراهقات بأنها " تسويق يقوم على الخوف."
يقول شون: " الإثارة الجنسية تؤدي إلى ترويج المنتجات. لكن ما من أمر ينتشر أكثر من الخوف. إنهن يحاولن تسويق فلسفتهن ومعتقداتهن، ويتنمرن على صناعة مستحضرات التجميل، ويقلن ’نحن لا نحب منتجاتكم، فإذا لم تقوموا بتغييرها فإننا سنبلغ زبائنكم بأن منتجاتكم تتسبب في السرطان، ونخيفهم‘. عليك بالنظر في الصورة كلها. فما دام الناس يهتمون بالعلامات اللاصقة، فإنه من غير المحتمل أن تصيبهم المنتجات بأذى. وحسب علمي، ليس هناك من مكون في مستحضرات التجميل لا يمكن استخدامه بشكل آمن. وإذا ما اكتشفنا أن مكونا ما ضار، فإننا نزيله ونتوقف عن استخدامه كلية."
ساشا هوفمان العضو في مجموعة مارين البالغة من العمر 17 عاما والحائزة على لقب ملكة جمال مراهقات الهند في أمريكا ستثير القضية حينما تخوض مسابقات ملكة جمال الهند العالمية في شهر أبريل القادم. وتعترف ساشا هوفمان التي تعمل عارضة أزياء منذ الخامسة من عمرها والتي تشارك في مسابقات الجمال منذ الـ14 من عمرها بالدور الكبير الذي يلعبه المكياج في الفوز بهذه المسابقات، لكنها تشير إلى أن ذلك يبعث على بعض القلق.
تقول: " يتم وضع مكياج كثير. فأنا دائما ما استخدم المكياج أكثر مما يجب. لكنك تتلقين أجرا مقابل ذلك، ويتعين عليك من ثمّ أن تفعلي ذلك. وأحاول ألا استخدم المكياج في أوقات فراغي لأتيح المجال لوجهي لكي يتعافى."
كريستين بيندر كاتبة مستقلة تقيم في أوكلاند، كاليفورنيا.
:3560: